16]قرأت بحثا طبيا في مجلة (التايم) الأمريكية يتحدث عن (الصداع)، أسبابه وعلاجه، ويذكر عددا من الأسباب، ثم يركز على أهم تلك الأسباب وهو (التوتر) الذي أصبح سمة بارزة من سمات إنسان هذا العصر، حيث يعيش معظمنا سلسلة من التوترات ينتج عنها مرض العصر، وهو (الصداع)[/size] يتوتر من نقاش مع مخالف له بالرأي يتوتر عن قراءة مقال يختلف مع توجهاته يتوتر عند سماع جرس الهاتف في ساعة متأخرة من الليل يتوتر عندما يطلبه أهله بالهاتف أثناء الدوام يتوتر عندما يقوم بتدريس أبنائه يتوتر عندما لا يرى الطعام جاهزا عند قدومه من الدوام يتوتر عندما يمر التقرير السنوي، ولا يشم فيه رائحة ترقية يتوتر عندما يختلف مع زوجته في قضية ما يتوتر عندما لا يستحسن رأيه في ديوانية أو غيرها واتذكر حادثة كلما ذكرتها ضحكت، وهي أنه حدث في يوم من الأيام أن صف بجانبي عند الإشارة شاب في سيارة (سبور) وقد رفع صوت المذياع إلى درحة لافتة للنظر، فالتفت مع من التفت إليه، وإذا به ينزل الجام ويقول لي بانفعال واضح (جنا مو عاجبك؟) وضحكت بيني وبين نفسي، وتساءلت (ما الذي جعله منفعلا متوترا إلى هذه الدرجة؟) إن نقص إيماننا بالقضايا الكلية المتصلة بعقيدتنا هو المنشأ الرئيسي لجميع أنواع التوتر.. فلو أننا أمنا أيمان اليقين بأن الرزق مكتوب على الإنسان وهو جنين في بطن امه، وان هذا الرزق لن تستطيع قوة في الأرض أن تغير من مقداره فيد انملة، لما أصابنا التوتر الناشئ بضعف الإيمان بهذه الجزئية، ولو أننا آمنا بأنما يقدر علينا من الحوادث المؤلمة هو اختبار من الخالق سبحانه وتعالى تنبيها لبعض أخطائنا، وصقلا لإيماننا، كما أنه علامة من علامات الإله للمبتلى، وغيرها من الحكم، لو أننا آمنا بذلك بقوة وقلنا عند كل مصيبة (إنا لله وإنا إليه راجعون) لاختفى من حياتنا الكثير من أنواع التوتر، وهكذا كان دأب الأولين، فعندما نعي لأمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز ولده عبد الملك، وجاء كاتب الديوان ليكتب رسالة طويلة بدأها بديباجة منمقة، أوقفه أمير المؤمنين وقال له اكتب هذا أمر قد وطنا أنفسنا عليه، فلما جاء لم نستغرب وإن مما يؤسف له أن إيماننا بالمخلوق، وبقدرته أصبح يفوق في كثير من الأحيان قدرة الخالق، ولهذا أصبح التسبيح والتحميد عند الكثير للمخلوق دون الخالق
قرأت بحثا طبيا في مجلة (التايم) الأمريكية يتحدث عن (الصداع)، أسبابه وعلاجه، ويذكر عددا من الأسباب، ثم يركز على أهم تلك الأسباب وهو (التوتر) الذي أصبح سمة بارزة من سمات إنسان هذا العصر، حيث يعيش معظمنا سلسلة من التوترات ينتج عنها مرض العصر، وهو (الصداع) يتوتر من نقاش مع مخالف له بالرأي يتوتر عن قراءة مقال يختلف مع توجهاته يتوتر عند سماع جرس الهاتف في ساعة متأخرة من الليل يتوتر عندما يطلبه أهله بالهاتف أثناء الدوام يتوتر عندما يقوم بتدريس أبنائه يتوتر عندما لا يرى الطعام جاهزا عند قدومه من الدوام يتوتر عندما يمر التقرير السنوي، ولا يشم فيه رائحة ترقية يتوتر عندما يختلف مع زوجته في قضية ما يتوتر عندما لا يستحسن رأيه في ديوانية أو غيرها واتذكر حادثة كلما ذكرتها ضحكت، وهي أنه حدث في يوم من الأيام أن صف بجانبي عند الإشارة شاب في سيارة (سبور) وقد رفع صوت المذياع إلى درحة لافتة للنظر، فالتفت مع من التفت إليه، وإذا به ينزل الجام ويقول لي بانفعال واضح (جنا مو عاجبك؟) وضحكت بيني وبين نفسي، وتساءلت (ما الذي جعله منفعلا متوترا إلى هذه الدرجة؟) إن نقص إيماننا بالقضايا الكلية المتصلة بعقيدتنا هو المنشأ الرئيسي لجميع أنواع التوتر.. فلو أننا أمنا أيمان اليقين بأن الرزق مكتوب على الإنسان وهو جنين في بطن امه، وان هذا الرزق لن تستطيع قوة في الأرض أن تغير من مقداره فيد انملة، لما أصابنا التوتر الناشئ بضعف الإيمان بهذه الجزئية، ولو أننا آمنا بأنما يقدر علينا من الحوادث المؤلمة هو اختبار من الخالق سبحانه وتعالى تنبيها لبعض أخطائنا، وصقلا لإيماننا، كما أنه علامة من علامات الإله للمبتلى، وغيرها من الحكم، لو أننا آمنا بذلك بقوة وقلنا عند كل مصيبة (إنا لله وإنا إليه راجعون) لاختفى من حياتنا الكثير من أنواع التوتر، وهكذا كان دأب الأولين، فعندما نعي لأمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز ولده عبد الملك، وجاء كاتب الديوان ليكتب رسالة طويلة بدأها بديباجة منمقة، أوقفه أمير المؤمنين وقال له اكتب هذا أمر قد وطنا أنفسنا عليه، فلما جاء لم نستغرب وإن مما يؤسف له أن إيماننا بالمخلوق، وبقدرته أصبح يفوق في كثير من الأحيان قدرة الخالق، ولهذا أصبح التسبيح والتحميد عند الكثير للمخلوق دون الخالق